The news is by your side.

آية الله السيد مجتبى نور مفيدي: الإمام علي (ع) هو جوهر أبرز فضائل الأنبياء الإلهيين العظام

 

قد وردت رواية في بعض المذاهب السنية، وإن كانت هناك اختلافات في بعض العبارات، إلا أن مضمون هذه الروايات واحد. ومن جملة ما رواه الشيخ الطوسي في سنن البيهقي في الأمالي عن النبي (ص) أنه قال: “من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (ع)”. أي أن الإمام علي هو جوهر أبرز فضائل أعظم أنبياء الله. ومن بين البشر، فإن من يستطيع أن يفهم عمق شخصية الإمام علي (ع) بشكل أفضل هو الوجود المقدس للنبي (ص)، حيث يقول عن علي (ع): إن آدم أبو البشر، باعتبار أن الله قال: (وعلم آدم الأسماء كلها). كل هؤلاء يتميزون بالفضائل، ولكن بعض هذه الخصائص تكون أكثر وضوحاً في بعض الأنبياء، فيقال: من أراد أن ينظر إلى علم النبي آدم فلينظر إلى علي بن أبي طالب، ومن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، ونوح في تقواه، وإبراهيم في صبره، وموسى في هيبته، وعيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومن المهم جداً أن تجتمع أبرز فضائل الأنبياء الإلهيين العظام في الإمام علي، وإذا قيل إن الإمام علي أفضل من الأنبياء السابقين إلا آخر الأنبياء، فذلك لأنه جمع كل هذه الفضائل في نفسه، ومثل هذه الشخصية يجب أن تكون محبوبة في قلوب الناس المسلمين والشيعة، ويجب أن يتبعها جميع الناس، ويجب أن تكون هذه الشخصية مقياساً للحقيقة والواقع، فمن اجتمع فيه علم آدم وتقوى نوح وصبر إبراهيم وعبادة موسى لا يقول غير الحق، فكل ما يقوله هو الحق. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مع الحق، والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي حوض الكوثر يوم القيامة٠

 

من المهم جداً أن يكون الإمام علي (ع) هو معيار الحق والعدل، فإذا أردنا أن نتمسك بالحق، وإذا أردنا أن ننال السعادة الأبدية، فيجب أن نضع دائماً أعيننا على هذا المؤشر. فإذا قال النبي (ص)… كل هذا فيه درس: «إن الله أعطى أخي علياً فضائل لا تحصى». «فمن ذكر فضيلة من فضائله غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر». وهذا ليس بالأمر الهين. فهو يقول إن من يذكر فضيلة من فضائل الإمام علي (ع)، سواء في الحاضر أو في نفسه أو في غيره، فكلاهما ممكن. والذكر هو التعبير عنه للآخرين، وله هذه الفائدة أيضاً على الإنسان نفسه، وأساسه أن الله يغفر له كل ذنب ما تقدم وما تأخر٠

 

قد يكون من المدهش كيف يمكن أن يتحقق مثل هذا التأثير والثمرة بمجرد ذكر فضيلة من فضائل الإمام علي (ع). وهذا واضح، فذكر فضيلة من فضائل الإمام علي (ع) يعني وضع هدف واضح أمام عين كل من يذكر هذه الفضيلة، وهذا يجذبه، فمن ينظر إلى هذا المصباح والنور والمشعل في ظلمة هذا العالم فإنه ينجذب إليه ويميل إليه بطبيعة الحال، وهذا يجعله يبتعد عن ماضيه ويختار طريقاً آخر للمستقبل، ولذلك يقال إن الله يغفر له ما مضى من ذنبه وما قد يرتكبه في المستقبل، وأحياناً في شرح وتفسير هذه الروايات توجد تعاليم ضالة تخلق بعض المشاكل، أي يظنون أن الإنسان إذا ذكر فضيلة من فضائل الإمام علي فإن ذنبه يغفر له “ما تقدم وما تأخر”، ويظنون أننا نذكر فضائل الإمام علي هنا ثم نخرج ونفعل ما نريد، وهذا ليس المقصود بالتأكيد، ومن الخداع أن نقول إننا نذكر هذا ثم نخرج لأخذ أموال الناس وهضم حقوقهم، وهذا ليس المقصود بالتأكيد. إن المقصود من هذا الرمز هو أن الإنسان إذا نظر إلى هذا الإمام فإنه ينقذه ويطهر ماضيه ويندم في النهاية على ابتعاده عن هذا المصدر النوراني وعدم اتباعه الحقيقي ويدله على طريق المستقبل الذي ينبغي أن يسلكه أي أن الإنسان بطبيعة الحال كلما اقترب من هذه الشخصية والفضائل التي يتمتع بها تقل ذنوبه بطبيعة الحال. نسأل الله أن يوفقنا لاتباع نهج الإمام علي (ع) في الدنيا وأن يجعل هذه الأيام أيام مباركة على الجميع. إنها أيام الدعاء والاعتكاف. نسأل الله أن يمن علينا بكل بركات هذه الأيام ونعمها. نسأل الله أن يحل مشاكل الناس ومعاناة المسلمين والشيعة في كل أنحاء العالم وفي منطقتنا وبلادنا وخاصة أنفسنا. فلنغتنم هذه الفرص ولنجعل هذه الأيام سلماً لنجاحنا الروحي ولإحداث تغييرات بناءة وإيجابية في شخصيتنا وأفعالنا وأفكارنا. نسأل الله أن يبارك على الجميع وأن يجمعنا في الآخرة مع الإمام علي (ع) وذريته٠