كلما عرفت أبعاد شخصية هذا الشهيد، كلما وجدته محل إعجاب
تصريحات آية الله السيد مجتبي نورمفيدي بعد استشهاد يحيى السنوار
تحدث آية الله السيد مجتبي نورمفيدي، رئيس معهد الدراسات الفقهية المعاصرة، في بداية دراسته الخارجية، عن استشهاد يحيى السنوار، وفيما يلي شرح هذا اللقاء؛
أما بالنسبة لاستشهاد زعيم حماس يحيى السنوار الذي حدث قبل كم يوم، فأعتقد أن من حق هذا الشهيد أن نتحدث عنه بكل وجودنا. انتم تعلمون جميعاً أن إسرائيل لم توقف جرائمها خلال العام الماضي. حقا إن الصمت أمام هذه الجرائم التي هي أبعد من الإبادة الجماعية هي خيانة وعلى الجميع أن يقفوا في طريق إدانة هذا النظام وفضح جرائم قادة ذلك النظام وتوضيح الحقائق ومساعدة الشعبين المظلومين في لبنان وفلسطين. حقاً إن المشاهد التي حدثت في قصف بيروت وغزة الليالي الماضية، والتي استهدفت المناطق السكنية، والتي نشرت صورها منذ اللحظات الأولى، هي حقاً لا تطاق، يخرجون الأطفال من تحت الأنقاض بدماء مغبرة ودموية ومؤلمة. للأسف الشديد أن العالم يتفرج فقط وبعض الحكومات حتى في هذا الوضع تقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لذلك يتم سحق الكثير من الناس والارض بدمائهم بشكل يومي، ولا يظهر أي رد فعل من الآخرين. اما إذا حدث شيء ما في مكان ما الآخرين فإن صراخهم سوف يصم آذان الناس٠
يُسمع أحيانًا هذه الأيام أن يحيى السنوار، باعتباره مخطط عملية طوفان الأقصى، تسبب في مقتل وسفك دماء عدد كبير من الفلسطينيين واللبنانيين وتسبب في أضرار مادية كبيرة، لذلك يريدون التقليل من شأن هذه العملية. وأهمية عمله ودوره في الرسم وأود أن ألخص باختصار شديد أن ما تم في هذا العام الذي بدأ بتلك العملية، قلب الكثير من مخططات الصهيونية العالمية، بالمسار الذي صمموه لأنفسهم وأرادوا أن يعرفوا بحلف إبراهيم. فإن إنشاء تحالف بين إسرائيل والعديد من الدول الإسلامية وتصميم مسار محدد لتدفق الاقتصاد العالمي، وسيكون هذا بداية اعتداءات إسرائيل القادمة على الأراضي الأخرى، وهذا أوقف أحلامهم وتصوراتهم، لقد أرادوا أن يفعلوا ذلك وظنوا أنهم سيتمكنون من الوصول إلى تلك الوجهات دون أي مشاكل أو عوائق، إلا أن هذه العملية التي خطط لها هذا الشهيد أفسدت هذه المخططات. وفي وقت ما، في بداية الحرب، أتذكر الإمام الخميني وهو يخاطب الدول العربية، وخاصة في الخليج الفارسي، قائلاً: إذا وصل صدام إلى السلطة، فلن يرحم أحداً منكم في ذلك اليوم، وربما الكثير من الناس لم يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، لكن خلال الهجوم من قبل صدام أثبت ذلك الامر للكويت. ولو وصل صدام إلى السلطة، فإن ذلك الشخص الذي يتمتع بهذه الصفات لن يرحم أي دولة وأمة ويريد إخضاعهم جميعا مثل إسرائيل، فإذا كان لديه قوة، وإذا كان يستطيع، فلن يرحم أي دولة إسلامية، وهذا ليس شعارًا، بل حقيقة. وطبيعة هذا النظام الصهيوني وحقيقته أنه إذا أتيحت له الفرصة سيحقق الحلم من النيل إلى الفرات. ولم يكتفوا بهذا الامر عندما جاءوا الصهاينة لأول مرة إلى فلسطين المحتلة، انظروا كم النسبة المئوية من هذه الأرض كان في حوزتهم و بعد سنوات، كم تغيرت النسبة، سيتبعون نفس الشيء تجاه الدول الإسلامية، لكن بفضل الله تيار المقاومة موجود في هذه المنطقة منذ سنوات وقد منع هؤلاء المجرمين من الوصول إلى هذه المنطقة وتنفيذ مخططاتهم الشريرة٠
كان الشهيد يحيى السنوار أحد ركائز هذه المقاومة، فهو حقا يتمتع بشخصية رائعة ومن حيث المثابرة، قضى ربما أكثر من ثلث حياته في السجن، لكنه لم ييأس أبدا، ولم يتوقف عن المحاولة وفي النهاية وعلى الرغم من الصعوبات والمشاكل، فهو إنسان لا يكل، وقوي، ولا هوادة فيه. ورغم الصعوبات الكثيرة، لم يفكر قط في الاستسلام والمساومة مع العدو الصهيوني. و كلما عرفت أبعاد شخصية هذا الشهيد كلما وجدته محل إعجاب، وطبعا النظام الإسرائيلي يظن أنه بإزاحة هذا الشهيد وأمثاله يمكنه التعامل مع اغتيال يحيى السنوار وحسن نصر الله وإسماعيل هنية. وسيصل عناصر المقاومة الآخرون إلى أهدافهم المشؤومة، في حين أن هذه الدماء ستجعل شجرة المقاومة أقوى، فمن قلب هذه الشهادات سيظهر جيل جديد أكثر التزاما بالمقاومة وسيثأر لها وإن أسلوب حياته واستشهاده ضد رغبة أعدائه سيصبح نموذجاً للشباب الفلسطيني٠
جعله الله إن شاء الله محباً لأهل البيت، لأنه ذكر في كلامه الإمام علي (ع) وكربلاء، وهذا يدل على محبته لأهل البيت٠ عف الله عنه ورحمه. ، وأن يحشره مع أهل البيت عليهم السلام٠