آية الله نورمفيدي: طريقة تحويل الاقتراحات الفقهية إلى هنجاريات اجتماعية في سيرة الإمام الخميني (رض) قبل الثورة
عقد جلسة علمية حول طريقة تحويل الاقتراحات الفقهية إلى هنجاريات اجتماعية
دور الإمام الخميني في الهنجارية الاجتماعية في الجلسة المتخصصة «طريقة تحويل الاقتراحات الفقهية إلى هنجاريات اجتماعية في سيرة الإمام الخميني (رض) قبل الثورة»، أكد آية الله السيد مجتبى نورمفيدي، رئيس معهد دراسات الفقه المعاصر، على القيم والدور الشخصي للإمام الخميني (رض) كموجد هنجاري. كما اعتبر كيفية إنتاج وإصلاح الاقتراحات الأساسية الكلامية والفقهية مفتاح التحول الاجتماعي في إيران. شرح أن الإمام الخميني (رض) تجاوز الاعتماد على الهنجاريات الموجودة. استخدم صلاحياته العلمية وخصائصه الشخصية لتحويل القيم الإلهية إلى هنجاريات مجتمعية. بهذا، أسس أسس نظام اجتماعي جديد قبل الثورة.
تبيين طرق الإمام الخميني في الهنجارية
تبيّن آية الله السيد مجتبى نورمفيدي في الجلسة العلمية طرق الإمام الخميني (رض) في عملية الهنجارية الاجتماعية. أشار إلى أن طرق الهنجارية يمكن أن تكون مشتركة. لكن ما يميز طريقة الإمام هو القيم الحاكمة على عملية الهنجارية نفسها ومركزية الشخص «الموجد الهنجاري» (الإمام). بدلاً من الاعتماد الكامل على الهنجاريات الموجودة، ركز على «إنتاج وإصلاح الاقتراحات» الأساسية الكلامية والفقهية. صلاحياته وخصائصه الشخصية المتميزة وأعماله الأولية في هذا المجال كانت أساس تحول المجتمع.
تفاصيل الجلسة
مع اقتراب أيام رحيل الإمام الخميني (رض)، عقدت الجلسة المتخصصة يوم الأحد 5 ذي الحجة 1446. كانت بعنوان «طريقة تحويل الاقتراحات الفقهية إلى هنجاريات اجتماعية في سيرة الإمام الخميني (رض) قبل الثورة». نظمها معهد دراسات الفقه المعاصر بالتعاون مع مكتب تطوير وتمكين العلوم الإسلامية في مكتب الإعلانات الإسلامية.
عرض آية الله نورمفيدي
في هذه الجلسة العلمية، قدم آية الله السيد مجتبى نورمفيدي، رئيس المعهد، تحليلاً عميقاً لعملية الهنجارية في فكر وعمل الإمام الخميني (رض).
بدأ كلامه بمقدمة عن اشتراك الطرق واختلاف القيم في الهنجارية. قال: ما يميز طريقة الإمام (رض) هو القيم التي تحكم عملية الهنجارية. هذه الطرق تشكلت حول تلك القيم.
مثلث الهنجارية
عرّف آية الله نورمفيدي مثلث الهنجارية بثلاثة أضلاع: «الموجد الهنجاري»، «المتلقي الهنجاري» و«الفكرة أو القيمة التي يجب تحويلها إلى هنجار». ثم درس شخصية وطريقة الإمام الراحل (رض) كموجد هنجاري.
رسالة القادة الإلهيين
أضاف أستاذ الدروس الخارجية في الحوزة العلمية: رسالة القادة الإلهيين والأنبياء الرئيسية هي الهنجارية وتشكيل النظام الاجتماعي على أساس القيم الإلهية. لذلك، كلما طرح أصحاب الآرمانات الكبرى فكرة، يجب أن يؤسسوها في المجتمع كقواعد مستدامة.
تحول القيم إلى هنجاريات
قال في الاستمرار: في منظومة فكر الإمام الخميني (رض)، لم تبق القيم والآرمانات على المستوى الذهني. بل تحولت إلى سلوكيات اجتماعية وهنجاريات عامة. هذا النظر يجذر في شخصية الإمام كقائد روحاني متربى في مكتب أهل البيت (عليهم السلام). كذلك في الدور التاريخي والديني للروحانية. الإمام كان يرى لهذه مهمة عميقة.
دراسة شخصية الإمام
درس رئيس معهد دراسات الفقه المعاصر شخصية الإمام في ثلاثة أقسام:
أولاً، صلاحيات الإمام الخميني كموجد هنجاري.
ثانياً، خصائصه الشخصية.
وأخيراً، الأعمال التي قام بها الإمام في هذا الطريق. قسمت إلى قسمين أولي وثانوي.
صلاحيات الإمام
أشار آية الله نورمفيدي إلى صلاحيات الإمام الخميني العلمية والعملية. قال: تربى في عائلة دينية وفي مكتب أهل البيت (عليهم السلام). درس عند أبرز أساتذة العصر مراتب عليا في الفقه والتفسير والعرفان. حتى أصبح موقعه العلمي لا نظير له.
شخصية الإمام العملية
وصف أستاذ الدروس الخارجية في الحوزة العلمية شخصية الإمام الخميني (رض) في البعد العملي بأنها بارزة. أضاف: منذ الشباب، كان يتهذب النفس ويراقب السلوكيات ويلتزم بالسلوك الأخلاقي. كان نموذجاً واضحاً للمحيطين. خصائصه الشخصية، من بداية النهضة إلى عصر قيادة الثورة، أظهرت دائماً الكمال والشجاعة والاستقامة.
صداقة الإمام
أضاف آية الله نورمفيدي: الصدق في السلوك والقول للإمام (رض) كان من الخصائص المهمة. الإمام الخميني (رض) لم يخدع الشعب أبداً. دعا المسؤولين إلى الصدق. ما قاله يجذر في إيمان عميق قلبي. كان هو أول مؤمن بآرماناته. هذا الإيمان جعل كلامه وسلوكه مؤثراً. مبادئ دعوته مستمدة من القرآن ونهج البلاغة.
مراحل أعمال الإمام
قسم أعمال الإمام (رض) في إنشاء الهنجاريات الاجتماعية إلى مرحلتين: إنتاج الاقتراحات وتحويلها إلى هنجاريات اجتماعية. قال: الإمام (رض) لم يكتف بتغيير بعض الهنجاريات الموجودة. بل ركز على إنتاج وإصلاح الاقتراحات الأساسية الكلامية والفقهية. هذا كان خطوة مهمة في الهنجارية.
إصلاح الاقتراحات الكلامية
أشار آية الله نورمفيدي إلى إصلاح الاقتراحات الكلامية مثل النظرة العالمية الإلهية، التوحيد، مكانة الإنسان، ارتباط التوحيد والحكومة الإسلامية، ربط الدين والسياسة، شمولية الدين ومسألة الإمامة وولاية الفقيه.
إنتاج الاقتراحات الفقهية
في الاستمرار، أشار إلى إنتاج وإصلاح الاقتراحات الفقهية للإمام حول التقية، حيل الربا، الاجتماع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولزوم تصدي الدين للحكومة. قال: رفع الإمام الفقه من النطاق الفردي إلى ساحة الاجتماع والأمة الإسلامية. هذا كان أمراً أساسياً في هنجاريته.
تغيير الاقتراحات الفقهية
كذلك، غير الإمام العديد من الاقتراحات الفقهية. مثلاً، في موضوع حيل الربا عارضها. لأنه كان يعتقد أن الظلم في الربا حكمة لا سبب. لكن من تلك الحكم التي لا يمكن تجاهلها. هذا النظر أسس لتحويل مثل هذه المفاهيم إلى هنجار اجتماعي.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كذلك، حول فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان الإمام يعتقد أن إذا احتاج تنفيذها إلى مشاركة جماعية، يجب تحويلها إلى عمل جماعي وواجب عام. هذا النظر رفع الواجب الفردي إلى مسؤولية اجتماعية وواجب الأمة الإسلامية.
أهمية الزمان في الهنجارية
عد رئيس معهد دراسات الفقه المعاصر الاهتمام بالزمان وطول عملية الهنجارية من النقاط المهمة. قال: كان الإمام يعرف جيداً أن الهنجارية عملية طويلة الأمد، تستغرق وقتاً وتدريجية. مع فهم أن تحويل فكرة وقيمة إلى سلوك عام وهنجار اجتماعي يحتاج إلى صبر واستقامة، دخل هذا المجال من أوائل الستينيات الشمسية. ثم وسع أعماله تدريجياً.
الاتصال بالنخب
عد آية الله السيد مجتبى نورمفيدي الاتصال بالنخب والمجموعات المرجعية في المجتمع من الضروريات في هنجارية القيم. ذكر: إحدى الاستراتيجيات الأخرى للإمام في الهنجارية كانت إقامة اتصال فعال مع النخب والمجموعات المرجعية في المجتمع. كان يرسل عبر تلاميذه رسائل إلى علماء البلاد. في المستويات الأعلى، كان يلتقي بالمراجع التقليد ويعقد جلسات. هذه الاتصالات كانت لجذب الدعم والمرافقة من الطبقات المؤثرة في المجتمع لدفع أهداف الهنجارية.
تحديد الآلام
عد تحديد الآلام والمرافقة مع الجمهور إحدى الطرق لإزالة الناهنجاريات. قال: أكد الإمام الخميني (رض) على أهمية تحديد آلام المجتمع والمرافقة والتعاطف مع الجمهور. كان يعتقد أن لإزالة ناهنجارية واستبدال قيمة، يجب أولاً معرفة ناهنجاريات وآلام المجتمع جيداً. ثم إفهام الجمهور أن التغييرات المقترحة ستكون لصالحهم. هذا النهج المتعاطف لعب دوراً مهماً في جذب الثقة العامة وتسهيل عملية الهنجارية.
خطاب الإمام
عد أستاذ الدروس الخارجية في الحوزة العلمية خطاب الإمام في نقل الرسالة وأفكاره بلاغاً مبيناً. شرح: هذه الطريقة التي تجذر في التعاليم القرآنية، تؤكد على نقل الرسالة بشكل واضح، مشرق، بسيط وسلس، بدون أي تعقيد. كانت خطابات ورسائل الإمام بحيث يمكن حتى الأشخاص قليلي التعليم في أبعد النقاط فهم عمق رسالته. هذه البساطة والسلاسة في البيان كانت إحدى عوامل نجاح الإمام في إقامة الاتصال مع الجماهير.
الاهتمام بالجيل الشاب
وصف رئيس معهد دراسات الفقه المعاصر الاهتمام بالجيل الشاب في إنشاء وتحويل القيم إلى هنجار اجتماعي أمراً مهماً. أضاف في الاستمرار: كان الإمام الخميني (رض) يولي اهتماماً خاصاً للجيل الشاب والمراهق كمحرك للتغييرات الاجتماعية. كان يرى الشباب مليئين بالطاقة، متفائلين بالمستقبل، متحركين وشجعان. كان يرى لهم دوراً رئيسياً في عملية الهنجارية. هذا الاهتمام كان إحدى أسباب الدعم الواسع لهذا الطبقة للثورة الإسلامية.
الموانع في الهنجارية
في الاستمرار، أشار إلى الموانع أمام تحويل القيم إلى هنجاريات اجتماعية. ذكر: كان الإمام الراحل (رض) يعرف جيداً أنه في طريق الهنجارية سيواجه مقاومات ومعارضات. كان يتخذ موقفاً واضحاً أمام المعارضين، سواء داخل الحوزة أو خارجها، مثل علماء الدربار والتيارات المحافظة. كان يتعامل معهم بمزيج من النصيحة والإرشاد، التهديد والتحذير. كان الإمام يعرف أن للنجاح في الهنجارية، يجب إزالة الموانع أو جعلهم مرافقين.
عالمية الهنجاريات
كانت عالمية الهنجاريات من أهم خصائص الإمام الخميني (رض). أشار إليها رئيس معهد الفقه المعاصر. أضاف: إحدى الخصائص البارزة في فكر الإمام هي إعطاء بعد عالمي ودولي للاقتراحات والقيم المقصودة. لم يحصر أفكاره في مطالب أمة واحدة أو منطقة جغرافية خاصة. كان يسعى لتحقيقها على مستوى الأمة الإسلامية وحتى أبعد. قضية فلسطين ومكافحة الظلم والاستكبار نماذج لهذا النظر العالمي في فكر الإمام.
التضامن الاجتماعي
أضاف في الاستمرار: أكد الإمام الخميني (رض) على أهمية التضامن الاجتماعي الحيوية في عملية الهنجارية. استخدم الإمام في تدفق الهنجارية البيان، الرسالة، الدرس، شبكة التلاميذ والاتصال المباشر مع العلماء والشعب. كان يرى كل عامل يسبب ضعف التضامن الاجتماعي مانعاً أمام تحقيق الهنجاريات المرغوبة. أصر على تعزيز الوحدة والانسجام في المجتمع.
الخاتمة
في النهاية، قال آية الله نورمفيدي: عملية الهنجارية في فكر الإمام الخميني عملية معقدة، متعددة الأوجه وطويلة. اعتمد على صلاحياته الفردية، معرفة عميقة بالمجتمع، اتصال فعال مع الطبقات المختلفة وطرق حديثة. أحدث تحولات أساسية في هنجاريات مجتمع إيران. دراسة هذه العملية تعطي دروساً قيمة لليوم والمستقبل. تتطلب التأمل في كيفية حفظ وتكييف الهنجاريات مع الظروف الحالية.